بيئة المملكة وتأثيرها على الأشجار والنباتات
للبيئة أربعة عوامل رئيسية وهى العوامل التربية والعوامل المناخية والعوامل الطبوغرافية والعوامل الأحيائية وتحدد العوامل البيئة طبيعة وحالة النباتات في الجزيرة العربية بوجه عام وفي المملكة العربية السعودية بوجه خاص. ولعل العوامل المناخية من أهم العوامل التي تحدد نجاح أنواع معينة من النباتات دون غيرها. فالنباتات والأشجار في المناخ الصحراوي تتعرض لتذبذبات موسمية ويومية واسعة في درجة حرارة الجو فقد يستمر تعرضها لدرجات الحرارة العالية التي تزيد عن 40 درجة مئوية عدة ساعات متصلة كل يوم أثناء النهار . ففي الصيف في منطقة الرياض مثلُا قد تصل مدة التعرض في الناهر إلى 5- 6 ساعات متصلة كما أن درحجة حرارة سطح الأرض في هذه الفترة الصيفية الحارة ترتفع إلى أكثر من ذلك. ولذا يجب اختيار النباتات التي تستطيع أن تعيش وتتحمل التذبذب في درجات الحرارة.
وتتذبذب الرطوبة النسبية في شهور العام المختلفة على نحو مماثل لتذبذب درجة الحرارة ولكنه في الاتجاه المضاد، فالرطوبة النسبية تبلغُ حدها الأقصى في أشهر الشتاء (ديسمبر -يناير) وتقل تدريجيا بعد ذلك مع اقتراب الصيف حتى تصل إلى حدها الأدنى في أشهر الصيف (فيما بين يونيو - سبتمبر) ثم تعود إلى الارتفاع مرةً أخرى مع اقتراب الشتاء التالي. وانخفاض الرطوبة النسبية في المملكة العربية السعودية وخاصة بالمناطق الوسطى من المملكة لا يكاد يكون له نظير في جميع المناطق الصحراوية في العالم. فالنباتات والأشجار لا بد وأن تقاوم جفاف شديد لمدة ثمانية أشهر متواصلة تبدأ من أول مارس حتى نهاية أكتوبر ويكون الحد الأدنى للرطوبة أقل من 10 % ولا بد أن تتحمل هذه الدرجة الكبيرة من الجفاف الجوي لعدة ساعات كل يوم. ولذا عندما نتكلم عن النباتات الشائعة بالمملكة العربية السعودية فلا بد أن نذكر تلك النباتات التي أوتيت قدرة فائقة على احتمال الجفاف والتكيف لظروف البيئة الجافة.
والرياح وهي أحد العوامل المناخية تختلف كثيرًا من شهر لآخر وليس لها اتجاه عام منتظم ووتراوح سرعة الرياح - وخاصة في المناطق الوسطى والشمالية من المملكة ما بين 6- 45 كم في الساعة، وهذه الرياح العاتية تتطلب أنواعًا من الأشجار والشجيرات والمتسلقات لها قدرة على مقاومة فعل الرياح، فينبغي أن يكون مجموعها الجذري متعمقًا في التربة لمسافات عميقة، وتكون جذوعها مدعمة بأنسجة مغلظة تقاوم الشد والضغط والانحناء.
والأمطار أيضًا شديدة الاختلاف في كمياتها المتساقطة سنويًا، وهذا الاختلاف ظاهرة تلازم المناخ الجاف الصحرواي بوجه عام في جميع المناطق الصحراوية/ كمال أن هناك تباينًا كبيرًا في كمية الأمطار في السنوات المختلفة. ومصادر المياه لهذا السبب محدودة في المملكة وكان لابد من اختيار النباتات التي تتحمل العطش.
أما العوامل التربية فهي بدورها تلعب دورًا هامًّا في تحديد نوعية النباتات التي تجود وتنجح زراعتها في المملكة العربية السعودية، وأغلب أنواع التربة، الخفيفة الرملية التي تفتقر إلى حد كبير في نسبة المادة العضوية " الدبال Humus" ونسبة الأملاح فيها مرتفعة وخاصة في الأراضي التي تم ريها بماء نسبة الملوحة فيه مرتفعة.
ونتيجةً للعوامل السالفة الذكر، فإنه يتحتم علينا أن نختار نباتات تلائم بيئة المملكلة ولعلنا نستطيع أن نلقي ضوءًا نشير به إلى الظروف الخاصة لنمو ونجاح أي نبات بقدر الإمكان حتى نستطيع الاستفادة منه بزراعته في ظروف تلائمه تمامًا فيتحقق الغرض المقصود.